الجمعة، 20 سبتمبر 2013

زمن تعطًل في صندوق ..


على الزاوية ال90 ..في اغلب الصور أحدق باحثة عن شخص ما ...لحظة ما..عن صوت .. عائدة للخلف ..بكل حواسي ..
..أصبح على بعد إنحناءة لليسار قليلاً من كتابة كافة التفاصيل ..حتى أتغلغل في الألوان التي يحتضنها برواز من الساج الهندي المتين وكأنما تحتمي به الذكريات من ماء يبللها يمحوها فتُنسى.. أو سوء يقسمها لنصفين تتباعد حد الألم..
اللحظات التي تصور"ونقدس ركنها الذي نقف عليه طويلا..نتهجأ عين عاشق"تقطيبة الحاجبين في ملامح شخص ارغم على اكمال الصف العلوي..اليدين المتشابكتين اقصى اليمين لا تفرقها تباين الأطوال في الصورة"الكتفين في وسط الصورة والأيادي الملتفة حولها"الطفلة التي احدثت ابتسامة هناك في الأسفل"وفي كل اعادة لم تتخل عنها" رأس المولود الملفوف الذي لم يتكدس بخيوط الحياة وفكرتها الشاهقة ..
الشخص اللامع الذي احتفظت انا بهذه التفاصيل القديمة من أجل عينيه اللؤلؤتين"
أتحسس ملامحه التي كأنها تحدثني عندما أرى تدويرة ابتسامته في شرائط السعادة تلك..
أختصر المجيء إليه "أحترف الباليه بخفة أمرر أصابعي على وجهه الأسمر الذي ملأ الذكرى ابتسامة تتدحرج إلى قلبي كحلوى قطنية..

"للحظة أغمض عيني "أيقن ان المساحات شاغرة بغيابه تماما"

يااااه"تتدفق الذكريات في وريد الحب ..
 أسفل ذلك السقف الذي لطالما ظلل امنياتنا التي تقافزنا نعلقها للقطف في فصل الكرز ..فصل تساقط لذتك في فمي.. 
 اللحظة التي يتوقف فيها العالم على ساق واحدة"لايترنح"لاتهزه الريح "في اللحظة التي تولد قبلة"فتعصف بشرارة وردية  تلتف حول الحياة..
 كنت كالمسحوق الذائب في عنقك .. بحة أحبك ..تفاحة أناقتك..الكارافت الحمراء الفاتنة في أعين فتيات الحي ..
 فلتختصر وعورة الطريق..إلوي ذراع الوقت ..هات قلبك..هات حضنك ..إملأني بك ..اغرقني في نبض ذلك الحب النرجسي لي ..
هُراء..
تنزلق قصائدي من السقف مبتورة .. تصادق على ذلك العتمة وسمفونية الحنين ...
لاأعلم كيف اصبح قاسيا..مع ان ساقه في الحب لينة..مع أن حضوره كان ربيعي وكان لقلبي جنة.. 
أبكي وظلي يتبعني ..الضوء الخافت يكرر الموت برماديته وصمته المزعج ويقتلع اسنان الحب اللبنية .. 
هذا الحنين عبر الصور يقتلعني كشجرة معمرة شاخت لأن الخريف أكل نصفها وكسرت الريح اغصانها..
يبدو ان العتمة لا تعرف ان الشوق أذى في طريق العاشقين والذكرى الثرى ..


كان ذلك حديث ..
"لفافات مالحة من صندوق الذكريات تتزاحم بالحنين ....

هناك 6 تعليقات:

  1. على الزاوية ال٩٠ ومابعدها، لكل الصور نجتهد هباءً لنُوصل ما بترته الحدود الرمادية ، والتي تُقيدنا بالتمتع بما هو محصور بينها ، وان حاولنا السفر لما بعدها هناك مستقبل سيئ ينتظر تلك الرحله ،
    حيث لا شي سِوا صفعات الذكرى ،

    تعطل الزمن في صندوق ،ليس بـِ شيئً من تصورنا ،
    بالأمسْ صفعتني ذكرى لها ذات النكهة ،
    وانت يا توأمة القلب من يكتب عنها 🌹،
    حرفك الأنيق هذا ، دوماً يرتب بعثرة بصدري.

    اشتاق اليك فوق التصور .

    اسماء علي

    ردحذف
    الردود
    1. فعلاً الصور "الذكريات"كلها تستخف بتفاصيلنا بصمتها وتكورنا عليها "
      انتي يابراقة الكلم ياوهج الحسن () اشتاقك بشدة ياسومتي

      حذف
  2. لا اعلم كم مرة اعدت قرائتها
    لكنني ادرك بانني اعيدها مرة تلو الاخرى وفي كل مرة اتلذذ بنكهتك اللاذعه

    ردحذف
    الردود
    1. ممتنة لعاطر وجودك"جنائن ورد لنقائك وهذا الحضور ..

      حذف
  3. احببت أن أقول رأيي هنا !
    في صفحتك التي إمتلكتيها ! بكلمات يسرى الرائعة..
    بقلم يسرى الذي لا يعرف سوى الأناقة ، أنا لم أخبرك ؟ أن أجمل الفتيات أناقة أنيقة القلم !
    أنتي رائعة بحق.. لأنك تكتبين من أجلك لا من أجلهم ! وهنالك بون شاسع بين هذا وذاك يا أنيقة..

    يسرى .. قلمك و إن كتب عن الموت فهو يبعث الحياة !!

    ماجد عسيري..

    ردحذف
    الردود
    1. قبائل إمتنان مزهرة"لحديثك المبهج..غلفت لي الهدايا كحبات لؤلؤ ..
      ممنونة جدا على قدر البهجة التي احضرت سيدي"

      حذف

شَــآرِكُونيْ بِـ آرـآئِكُـــمَ :)